أين آثارنا الرافدينيّة المنهوبة؟
أين أصبحت 17000 قطعة من الآثار الرافدينيّة المسروقة التي أعادتها الولايات المتحدة في تموز 2021؟
فلم يُعلن المتحف العراقي عن أستلامها, سوى الضجّة حول قطعة واحدة من ملحمة كلكامش.
لقد كان هنالك الكثير من اللغط والضوضاء حول أعادة الآثار العراقيّة التي سرقتها المخابرات الإسرائيليّة خلال حقبة داعش. وتلك الآثار كانت قد صودرت عند دخولها إلى أميركا قادمة من إسرائيل تحت أسم شركة هوبي لوبي. وبعد ذلك وبضغط من الأنتربول الدولي, أعلنت أميركا بأنها سوف تسلم العراق القطع المُصادرة وكان الرقم يتحدّث عن 17000 قطعة.
وفي تطوّر مفاجئ في تاريخ 2021.07.29 أعلنت أميركا بأنها أرسلت القطع مرّة واحدة (مصدر1), ولكن أرسلوها إلى أربيل وليس إلى بغداد؟ ولا نعرف لماذا؟
وحيث أنّ المتحف العراقي لم يُعلن عن أستعادة تلك الآثار, عدى الكثير من الضجّة التي أثارها وزير الثقافة العراقي حسن ناظم, عن قطعة واحدة وهي الخاصّة بأحد نصوص ملحمة كلكامش (مصدر2).
فأين أصبحت باقي السبعة عشر ألف قطعة؟ وهل طارت مجدداً إلى إسرائيل؟
أن وزير الثقافة كان يتفاوض مع شركة المخابرات الإسرائيليّة هوبي لوبي, حول قبول العراق خمسة عشرة ملايين دولار مقابل تخليه عن جميع تلك الآثار (مصدر3). وحيث أنّ هؤلاء المسؤولين في الدولة العراقيّة الهجينة بعد 2003 معظمهم من أصول غير عراقيّة, ولاتهمّهم آثار العراق ولا حتى العراق جميعه, بقدر ما يأتون لينهبوا ويغنموا.
بعضهم من لبنان وكثير منهم من إيران والقسم الآخر من مزابل البلدان, وما كان المحتل الأميركي والإيراني والإسرائيلي يقرّبهم ويوليهم على قيادة العراق, إلا بسبب عمالتهم وتآمرهم على العراق الذي لا ينتمون له.
رحم الله الدكتور دوني جورج الذي دفع حياتهم ثمناً لدفاعه عن آثار العراق التي سرقها المحتلون بحجة أنها أرشيف يهودي (4). ولماذا يُضحي هذا الشريف بنفسه, إلا لأنه ينتمي للعراق وينظر للآثار العراقيّة على أنها ملك أجداده. وعسى أن يتحرر العراق وتأتي له قيادات تنتمي لعشائر العراق الأصيلة سواء التي اعتنقت الإسلام بعد طرد الفرس في الفتوحات الإسلاميّة, أو التي بقيت مسيحيّة وصابئيّة ويزيديّة. وكفى للمهاجرين أن يقودوا العراق.
1. U.S. returns thousands of looted ancient artifacts to Iraq
2. وزير الثقافة يعلن استعادة أكثر من 17 ألف قطعة أثرية
3. وصايا شوروباك الى مسؤول عراقي