أبو إسحاق الصابي فخر الصابئة والمسلمين.
أصدرت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي والتي يقع مقرّها في لندن, كتاباً عن أبو إسحاق الصابي. بعنوان ديوان رسائل الصابي للكاتب إحسان ذنون الثامري.
لم نطّلع على الكتاب ولكن التقديم له ضمن قناة زاد السعوديّة المختصّة بالفقه الإسلامي, كان يُشيد بإنجازات أبو إسحاق وبكونه من الذين تركوا بصمتهم الأدبيّة والعلميّة في التاريخ العربي والإسلامي ببلاغته وبعلمه (1).
الملفت للنظر هو أنّ ضيف البرنامج كان يقول عن أبو إسحاق وبعد كل تلك الإشادات به بأنه قد هلك! وهذا لأنه لم يُسلِم وبقي صابئيّاً مندائيّاً. ومن وجهة نظرهم فأنّ الذي لم يتحوّل للدين الإسلامي فهو هالك ولن يشفع له حتى إيمانه بالله الواحد الأحد ولا علمه ولا عمله الصالح الذي يذكرونه ولاينكرونه.
إن هؤلاء يتصورون بأن الله يُنجي فقط الناس الذين يتبعون ديناً معيناً مع تفاصيل دقيقة تخص العقيدة والتعاليم والطقوس. وأن الذي لايقوم بهذه الأشياء بالضبط مثلما يقولون بها في فرقتهم الدينيّة, فأنه سوف لن يدخل الجنّة لا بل فهو سوف يهلك بمعنى أنّ روحه ونفسه تموت. ولهذا فلا نستغرب بأن أصحاب تلك الفلسفة هم يكفّرون حتى أبنائهم من دينهم وأصلهم, إن كانوا لايتبعون التفاصيل الدقيقة للعبادة كما هم يُفسرونها وليس كما أتت في القرآن الكريم. كما وأن هؤلاء ينسون أو أنهم لايريدون أن يفكروا بأن الله يحاسب على الخطايا والذنوب التي يرتكبها البشر, ويثوب عن الصالحات التي يعملونها وقد ذُكر هذا في القرآن الكريم العديد من المرّات.
“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” سورة البقرة62
“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” سورة المائدة69
“الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ” سورة النمل3 / سورة لقمان4
“يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ” سورة آل عمران114
وبالنسبة للصابئة الذين هم المسلمون الأوائل (2), فإذا كانوا سيهلكون لأنهم لم يتحولوا للإسلام المحمّدي فلماذا يذكرهم القرآن بأنهم “لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”؟ ولهذا فنسأل هل قرأ هؤلاء قرآنهم؟ ربما لو كان أبو إسحاق الصابي رحمه الله حيّاً لفسّر لهم خطأهم ومن نصوصهم لأنه كان يحفظ القرآن.
أنّ أصحاب الأفكار التكفيريّة هم من أهل النار حسب الفلسفة الإسلاميّة بكل تأكيد. ولأنهم لايعرفون نصوصهم فيسيئون لتعاليمهم ويتحملون دماء واضطهاد الأبرياء. حيث أن تكفير الناس في الدول الإسلاميّة هو تحريض لقتلهم. أو أن تُستغل تلك الفتاوى من قبل جهات دينيّة ومخابراتيّة تكره الإسلام أو لها تنافس مع تلك الفرق داخل الدين الإسلامي, فتقوم بالجرائم ضد الأبرياء لكي تطعن بالعقيدة الإسلاميّة أو تطعن بعقيدة الفرقة الدينيّة صاحبة الفتوى داخل الدين الإسلامي وتبث الفرقة.
وكما حصل بعد أن هَدَمَ الأميركان الدولة العراقيّة, فكان هجوم المتطرفين على أتباع الديانات الأخرى كبيراً. وبعض من تلك الهجومات كان يعود لجهات مخابراتيّة خارجيّة تقود المتطرفين من الذين يجهلون تبعية الأشخاص الذين يقودونهم. وما كان هذا ليحصل لولا وجود المتعصبين الذين يأخذون معلوماتهم من أمثال هؤلاء التكفيريين.
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ
1
2