تطابق مخطوطات نجع حمادي المصريّة مع الفلسفة المندائيّة
أنّ مخطوطات نجع حمادي المُكتَشَفَة عام 1945 تُمثل واحدة من أهم الإكتشافات التاريخيّة في القرن العشرين والسبب هو عدد المخطوطات الكبير، ونقلها للأحداث والفلسفة التي كانت قائمة في العالم القديم ومصر والتي عُرف بأنها كانت تحوي أكبر مكتبات العالم. وحتى تمّ تدمير جميع تلك الكُتب وحرق المكتبات من قبل الرومان المُحتلين (مصدر1&2) والذين كانوا قد أتخذوا قراراً بتحويل جميع الشعوب والبلدان التي فتحوها إلى المسيحيّة، ولكي يستطيعوا من خلال ذلك توحيد هذه البُلدان تحت قيادتهم (مصدر3)، ولهذا فقد أنتهجوا سياسة تحويل الناس من الأديان الأخرى للمسيحيّة بالقوّة وحرق كافّة الكُتب والفلسفات التي سبقتهم.
لقد تعرّضت مخطوطات نجع حمادي إلى الإخفاء لعشرات السنين وحتى تمّ أجبار المستشرقين على نشر أجزاء منها، وذلك بعد أنّ تمّ عمل تحريف وتحوير على تلك الترجمات لكي لاتؤثر على الروايات الدينيّة المسيحيّة واليهوديّة ونُشرت في الولايات المتحدة وتم تخويل ﭽيمس م. روبنسون لوحده بهذا العمل، وحيث أن فلسفتها كانت توحيديّة صافية ولايوجد بها ذكر للمسيح أو أي من القصص التوراتيّة المزعومة، وجميعها كُتبت على أوراق البردي.
وبعد أكتشاف مخطوطات نجع حمادي بسنتين فقط أي في عام 1947, قامت إسرائيل بالإعلان عن إكتشافها هي الأخرى لمخطوطات في مغارة بمنطقة قمران غرب البحر الميت وسُميت بمخطوطات البحر الميت، وهي مخطوطات كُتب بعضها على جلد الحيوانات وتُشيد بالفلسفة المسيحيّة والروايات اليهوديّة، حتى دعى ذلك إلى شراء بعضها من قبل بعض المتدينين المسيحيين الأميركان من فاحشي الثراء بمئات ملايين الدولارات، وعملوا متحفاً كاملاً لها سُمي بمتحف الكتاب المُقدّس في أميركا، ولكن مؤخراً تمّ أثبات بأن مُعظم تلك المخطوطات هي مزورة (مصدر4)، وما كان الإعلان عن مخطوطات البحر الميت إلا للتعتيم على مخطوطات نجع حمادي الأصليّة, وللتلاعب بالأديان وبالتاريخ العالمي الذي زوروه بقصص خُرافيّة الغرض منها هو إحتلال بلداننا والإساءة لشعوبنا (مصدر5).
ولقد كُنا قد بينّا ببحثين سابقين تطابق مخطوطات نجع حمادي المصريّة مع الفلسفة المندائيّة (مصدر6&7)، وحتى بوجود نصوص منها تكون تكملتها في كتاب الكنزا ربا نفسه، وبالتالي لم يَعُد هُنالك من شك حول هذا الموضوع. وكذلك فأن المندائيون كانوا يكتبون كتبهم فقط على أوراق البردي ولايكتبون على جلود الحيوانات أبداً، وبعض تلك المخطوطات كُتبت بالقبطيّة وثلاث مُجلدات منها تم تصنيفها على أنها كُتبت بالإخمينيّة القديمة، ولكن من التدقيق في الترجمات الإنكليزيّة نُلاحظ وجود الكثير من الكلمات المندائيّة والتي لم يستطيعوا ترجمتها وتركوها كما هي، ويوجد إعتراف من أحد الباحثين المُستشرقين بأن لُغتها الإصليّة ليست الإخمينيّة، وهذا يُعطي دليلاً قوياً على إنها رُبما كُتبت بالمندائيّة!
إخواني المُهتمين والباحثين الغيورين، أنا أسعى مُنذُ مدّة للحصول على نسخ من مخطوطات نجع حمادي الأصليّة من تلك التي قالوا بأنها كُتبت بالإخمينيّة وليس القبطيّة، والنُسخ الأصليّة مودعة في المتحف القبطي في القاهرة، ولكن تتوفر نسخ منها في مكتبة الإسكندريّة، ولكن للأسف لم أستطع الحصول على نُسخة منها رُغم تواصلي مع تلك المكتبات ومع باحثين من مصر، ونحتاج إلى مُساعدة بهذا الموضوع ولغرض إجراء مزيد من البحوث على الترجمة الأصليّة لتلك المخطوطات, ولاتنسوا إخواني بأن لدينا الكثير من الكُتب المندائيّة المفقودة والتي توجد بها حلقات مُهمّة من تعاليمنا وفلسفتنا الدينيّة ومن تاريخنا المطمور من قبل تلك المنظمات التي تحكُم العالم اليوم.
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ
المصادر
1. مقالة: “الداعشية” المسيحية في العهد الروماني, بلقيس شرارة (ملاحظة هذه المقالة يتم حذفها من كثير من المواقع, ولأن الديمقراطيّة الغربيّة لها وجه آخر عندما يتعلق الموضوع بإدانة الفلسفة التي تعتنقها)
2. كتاب: THE DARKENING AGE, The Christian Destruction of the Classical World, CATHERINE NIXEY
3. مقالة: الأستعمال السياسي للأديان التبشيريّة:-، سنان سامي الجادر
4. مقالة: 16 جزءا من مخطوطات البحر الميت مزيفة, صحيفة الوطن السعودية
5. مقالة: دَمروا بابل وآشور.. ورقصوا:-، سنان سامي الجادر
6. مقالة: مملكة ميسان وآثار الحضارة المندائية، سنان سامي الجادر
7. مقالة: حوار دنانوخت وعشتار الروهة، سنان سامي الجادر