السحر والعِرافة والنبوّة والجهل
أنّ أهم مايميّز الفلسفة المندائيّة بأنها معرفيّة وتحترم العقل, فترفض وبشدّة السحر والعِرافة وادعاء النبوّة والقوى الخارقة التي كان يدّعي بها بعض البشر. ولهذا فنجد نصوص متعددة تتحدّث عن تكذيب العرافين والسحرة ومدعي النبوّة. حيث أنّ الذي كان يعلن ويقول بكونه قد تواصل مع القوى الإلهيّة وبمعنى أنه نبي بمفهوم الأديان الأخرى, فهم كانوا يعتبرونه من الكاذبين فوراً, وتلك كانت حالة شائعة منذ القِدم لدى جميع الأديان, ولا تزال هذه الحالة موجودة في عصرنا لدى المجتمعات الأكثر جهلا والتي تتقبّل البدع بسهولة.
“لم أتسمى بأسمائكم ولم أتحدث بحديثكم,
ولم أكن كلدانياً (ساحراً)
ولم أكن عرّافا (يقرأ الكف أو غيره)
ولم أكن نبياً (مدعياً النبوّة لمصلحة دنيوية)” الكنزا ربا اليسار
نلاحظ أيضاً بأن استخدام كلمة كلدايا أو كلدي – كلداني بتعريب الكلمة, هي كانت تدل على مهنة السحر التي كان يزاولها بعض الناس, الذين كانوا يُسمون بالكلديين بينما تمّ تحريف الكلمة خلال القرن السادس عشر لتدل على قوميّة في بلاد الرافدين تماشياً مع متطلبات إثبات القصص الدينيّة اليهوديّة.
وكذلك توجد عشرات ومئات النصوص التي تُحذر من السحر والشعوذة والعِرافة وهذه بعض منها
* “إِنَّمَا الشَّرّ وَالْعِصْيَانِ وَالْحُمَّىٰ الْآكِلَة وَالسَّحَرُ وَالشَّعوَذةُ رِجْسٌ مِنْ بَلَدِ الظَّلاَم” الكنزا ربا اليمين
* “واعلَموا أنَّ السَّحَرةَ والمنجّمين في الظلامِ قابعونَ, فلا تَقصُدوهم” الكنزا ربا اليمين
* “لَا تَتَعَلَّمُوا رُقىٰ الشَّيْطَان” الكنزا ربا اليمين
* “أيُّتُها النِّسَاءُ اللَّوَاتِي تَكُنَّ لِلرِّجَالِ حَذَارِ مِمَّا لَا يُرْضَي الله ، وَلَا يَحسُنُ لَدَىٰ النَّاس: الزِّنَىٰ ، وَالسَّرِقَةِ ؛ وَإيَّاكُنَّ وَعَملَ السِّحْر إنَّهُ مِنْ رِجْسِ الشَّيْطَان” الكنزا ربا اليمين
* ”وشَمَّ عِطري السَّحَرةْ. فارتجفَتْ قلوبُهُم مُعتَذِرةْ: سيِّدَنا .. لم نَكُ عالمين. وقد علِمنا الآنْ. ولن نَمسَّ السِّحرَ بعدَ الآنْ” الكنزا ربا اليمين
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ