الغُرباء والتلاعب بالكتب المندائيّة
تُعد الروايات الدينيّة بأنها الأساس الذي تقوم عليه فلسفة الديانات. وأن أي تغيير على نصوص الكتب المقدّسة يُعد غير مقبول ولأنه يُعرّض صحّة الرواية الدينيّة للطعن والتشكيك. ولكن وعبر التاريخ كانت هنالك جهات سياسيّة تُسخّر قدسيّة الدين وتأثيره على الناس, لكي تأخذ الشرعيّة بالحكم والهيمنة أو لتحقق مكاسب سياسيّة تضمن لها أن تكون ذات تأثير في السيطرة على شريحة المؤمنين في ذلك المجتمع. ولهذا فقد كانت هنالك محاولات من قبل الجهات التابعة للأديان ذات النفوذ السياسي, لغرض تزوير الكتب الدينيّة للأديان المنافسة أو للديانات التي يمكن أن تكون رواياتها الدينيّة ذات تناقض معهم أو أن تعرّض مصداقية نصوصهم للخطر. واليوم توجد العديد من أقسام دراسات علوم اللاهوت في بعض الجامعات الغربيّة على وجه الخصوص, هدفها هو طعن باقي الديانات المنافسة. علماً بأن كثير من تلك الجامعات هي أهليّة وملكيتها تعود لأشخاص ذوي أيديولوجيّة دينيّة.
ومن خلال بحثنا عن الكتب المندائيّة الدينيّة لغرض توثيقها وحفظها للأجيال, وجدت مجموعة من الكتب الدينيّة المندائيّة في عدد من المكتبات الغربيّة. وأنّ البعض منها يعود إلى القرن السادس عشر والسابع عشر, والبعض من تلك الكتب كانت في أحد الأديرة المسيحيّة. حيث كانوا يسعون لفك رموزها ومعرفة فلسفتها. ولكن ومن خلال البحث أتضح بأنهم كانوا يقومون بعمليات لإعادة نسخها وربما حتى أجراء تغييرات في نصوصها, وهذا الموضوع يحتاج لمزيد من البحث.
وكمثال على تلك المحاولات فقد وجدت نُسختين من كتاب دراشا اد ملكي لنفس الشيخ وبنفس التاريخ, ولكن أحدى تلك النُسخ كانت تحتوي على ثلاثة خطوط مختلفة تعود لثلاثة أشخاص مختلفين كانوا يتساعدون على نسخ الكتاب. ولا يوجد أحتمال بكون النسخة الثانية قد تمّت في وقت آخر خلال حياة الشيخ ولأنه يحمل نفس تاريخ النسخ والتفاصيل, وبالتالي فتلك ربما كانت أحدى المحاولات لنسخ الكتب المندائيّة وربما لتزوير نصوصها. وكتاب دراشا اد ملكي هو مُستهدف لغاية الآن بسبب أختلاف قصصه الأديان الأخرى.
المشكلة لم تكن فقط من قبل الجهات الخارجيّة. وإنما بسبب الأموال الطائلة التي كانوا يدفعونها للحصول على الكتب المندائيّة, فقد استغلّ الوضع قلّة من ضعاف النفوس وأخذوا يزوّرون أزهارات الكتب المندائيّة التي تقع عليها ايديهم. فيحذفون أزهاراتها الأصليّة ويغيّرون أسماء الناسخين الأصليين ويضعون بدلها أسماء أخرى ولكي يثبّتوا معلومات خاطئة عن أصول العوائل أو الأحداث التاريخيّة ربما, وكذلك يعطونها أزمان أقدم ولكي تُباع بأسعار أعلى. ومرفق أحدى تلك الكتب التي قصّوا منها فقط صفحات الأزهار التي كتبها الشيخ الأصلي, وكتبوا بدلاً عنها أزهار مزيف. ولهذا فتكون صفحات الأزهار المزوّر مكتوبة بخط مُرتبك وغير متدرّب ولا يرقى للخطوط الجميلة والمُحترفة التي يكتبها الشيوخ الحقيقيين.
وهنالك نَص مزوّر آخر مدسوس داخله مفاهيم يهو/ئيليّة, ولكي يوقعوا به الباحثين الغربيين والذين ليست لديهم معلومات كافية عن الفلسفة المندائيّة, ربما ننشره في وقت آخر.
“يا أصفياءَ الصِّدقِ المُعظَّمين. إحفَظوا أنفُسَكم من الرّاجفة. ومن الذِّئابِ الخاطفة. ومن أيِّما دعوةٍ زائفة” الكنزا ربا اليمين
والخلاصة, هي عدم الاعتراف بأي نُسخ أو كتب مندائيّة لم تكن محفوظة لدى المندائيين خلال جميع فتراتها ومعروف شخصيات ناسخيها.
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ