النادمون العائدون للدين المندائي
مما لا شك فيه بوجود التحدّيات الجَسيمة التي يواجهها المجتمع المندائي, والخطر الكبير المتمثل بالذوبان في ثقافة بلدان المهجر الغربيّة خلال عقود قليلة. وخاصّة تلك التي لا تتقبّل المفاهيم الشرقيّة وتكرهها من منطلق عنصري.
ولهذا فنستطيع أن نتفهّم الأسباب التي دَعت البعض من الناس لتغيير أسماءهم وهيئاتهم, ولكي يتلونوا بصبغة المُجتمع الجديد الذي يكره التعدديّة الثقافيّة ويحاربها. ولكن هذا التغيير يجب أن لا يطال المبادئ الرئيسيّة, وخاصّة لهؤلاء الذين كانوا على ثقافة عالية وتربية صحيحة ولديهم القوّة للمُجابهة.
حيث أنّ الذين يُغيرون مبادئهم, لا يعرفون بأنهم يقطعون جذورهم ولن تنبت لهم جذور أخرى غريبة عنهم مهما حاولوا, وأن المجتمع الجديد لن يتقبّلهم وسيبقون غرباء. وللأسف فأن بعضهم قد أنسلخ حتى من لغته العربيّة الأم ومن دينه وتنكّر لأهله ولتاريخه.
ولكن هنالك من يأتيه النَدم بعد أن يَفهم الخطأ الكبير الذي وقع فيه فيحاول أن يعود لجذوره. ومن هؤلاء هم بعض المندائيين الذين كانوا قد تركوا دينهم لأسباب متعددة منها ضعف الإيمان وعدم معرفتهم بالتعاليم, ولهذا فأخذتهم المجموعات التابعة للأديان التبشيريّة بسهولة. وكذلك أنشقّ بعضهم لغرض تحقيق المكاسب من خلال بيع أسماءهم المندائيّة للمشترين, فيدخلون ضمن المنظمات الدينيّة الخارجيّة ذات الأهداف السياسيّة.
بينما هنالك من تركوا المندائيّة في سبيل أن يرتبطوا بشريك, بعد أن وجدوا صعوبة في إيجاد الشريك المندائي. بسبب تشتت المندائيين في جميع بقاع الأرض كلاجئين بعد الحرب المدمّرة التي شنّتها أميركا على بلدهم الأم العراق والتي جلبت معها عدم الاستقرار والقوى المُتطرّفة دينيّاً.
ونجد في كتبنا المندائيّة بعض التفاصيل التي تُبيّن جواز رجوع المندائي الذي ترك دينه من عدمه. ومن تلك المحددات للذكور هي أن لا يكون قد أختتن برغبته ضمن شروط دخوله لدين آخر. وبالنسبة لكلا الجنسين فيجب أن لا يكونوا قد أنجبوا أبناء من شركائهم غير المندائيين. حيث أن الذي يتزوج وينجب من شريك من خارج الدين المندائي فلا تجوز عودته بعد ذلك ولأن اليردنا لن يقبله ولن تُقبل رشامته/ رَسمه وسوف يُقطع من أصله ليصبح مثل أبنائه, وكما في البوثة التالية.
“هؤلاء الذين يَزرعون بذورهم في المياه المُختلطة, ويُنادون من السَبعة. (يُنجبون)
فأنَّ اليردنا لن يَقبلهم, ورَسم هيبل زيوا لن يُرتسم عَليهم.
وسوفَ يَذهبون ليُصبحوا مثل أصول أبناءهم.” ديوان أباثر
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ