مندو الأكديّة وإكوما السومريّة
برغم أنّ الكتابة عن العوائل المندائيّة هو ربما يثير الحساسيات لدى البعض, في هذا الوقت الذي تشتت به الطائفة وأصبحوا بعيدين مكانيّاً وفكريّاً عن بعضهم البعض. ولكن للأسف فهنالك بعض الأشخاص يدّعون العلم فيحيكون وينسجون بالدين والتاريخ المندائي طبقاً لأهواءهم الشخصيّة وحسب ما يشتهون. وهذا من أكبر الأخطاء حيث نجد في تعاليمنا البوثة التالية.
“رأسُ المعرفةِ ألّا تَتسلَّطَ عليك اهواؤك” الكنزا ربا اليمين
ولهذا فكان يجب علينا أنّ نقوم بتوضيح بعض من تلك الادعاءات التي لا صحّة لها.
فهنالك أحدهم ينشر الإشاعات بأن لقب العائلة المندويّة هو حديث وهو مُشتق من أسم الجد الخامس عشر للعائلة وهو الكنزبرا الموقّر مهتّم وبأنه كان يلقّب بمندو, ولهذا فقد تم أخذ اللّقب ومنها كان أسم العائلة المندويّة. وطبعاً فأن هذا الكلام خاطئ ولا يستند إلى أي دليل أو مصدر سوى محاولات الطعن. وأنّ العائلة المندويّة العريقة في السلك الديني توارث شيوخها الدرجات الدينيّة منذ آلاف السنين وفقاً للمصادر وللأزهارات الموجودة, ولم ندعي شيئاً طبقاً للإشاعات أو الروايات الشفويّة.
ولكي نُصحح هذه المعلومة الخاطئة فأن جميع أبناء العائلة المندويّة هم من مندو وليس فقط جدنا الكنزبرا الموقّر مهتم. حيث أنّ أصل كلمة مندو التي منها يرجع أسم العائلة المندويّة , هي كلمة أكديّة وتعني القوم شديدي الإيمان. (1)
وللتوضيح أكثر فأنّ قِدم العوائل المندائيّة لا يستند إلى اللّقب وحده, ولكن الكنيانة (الكُنية) هي التي تُمثّل قِدم العوائل المندائيّة فهي أرتباط بالجغرافيا والتاريخ وبالأصل الذي لا يتغيّر. أنّ كُنية العائلة المندويّة هي إكوما وتعني أسود, فهي مُرتبطة بتسمية بلاد الرافدين القديمة أرض السواد, ولأن الشعب الرافديني كان يُسمى بذوي الرؤوس السوداء. وهذا ما كان جميع الملوك السومريين يدعون به شعبهم الرافديني في الألواح الطينيّة المسماريّة من العهدين السومري والبابلي القديم. وكما بينّا ذلك في بحث سابق (2). وتأكيداً لهذا الموضوع فأن كثير من العشائر المندائيّة القديمة التي اندثرت كانت تنتمي للكُنية إكوما ولكن لها ألقاب أخرى. حيث أنّ المندائيين هم من عشائر مختلفة ولم يكونوا أقارب قديماً قبل أن يتصاهروا بعد أن قلّ عددهم وصولاً إلى عصرنا. وبالتأكيد فأن الكُنية هي أهم من اللّقب وأقدم منه بكثير فهي لاتتغير. وحتى أنّ الشيوخ الذين كانوا يكتبون الأزهارات لم يكونوا يذكرون الألقاب لسلالات الناسخين الآخرين بقدر تركيزهم على الكنيانات لأنها أكثر أهميّة. وفيما يلي البعض من العشائر المندائيّة المندثرة والتي كانت لها كنيانة كوما- إكوما ولكن ألقابها من غير العائلة المندويّة, علماً أنه توجد المزيد من تلك العشائر في كتب أخرى لامجال لذكرها.
1. أزهار كتاب سيدرا اد نشماثا سنة 1694 تذكر كنيانة كوما ولقب بولفرج
كُتبت من قبل الربي سام زهرون بر ربي آدم يهانا بر ربي زكي بر ربي زهرون شيتلان بر ربي رام بر ربي زهرون بر بختيار بر انُش بولفرج كنيانا كوما ولقب بولفرج.
2. أزهار كتاب دراشا اد ملكي 1630 تذكر كنيانة إكوما ولقب هيون
– نسخها من الكنزبرا الربي مهتم بر ربي آدم بلبل بر ربي آدم زهرون شيتلان بر ربي سام بر آدم بر بيان كنيانة إكوما ولقب هيون
3. أزهار ديوان أباثر حيازة دراور تذكر كنيانة شياش إكوما ولاتذكر اللّقب
– نسخها من مهتم بهرام بر سام زهرون بر يهيا بر يهانا بر ساروان بر بختيار تيبيت كنيانة شياش إكوما
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ
1. بحث: الـجـذور الـتـأريـخـيـة للـصابئة المندائيين أ.د. علي هادي المهداوي م. أكرم عباس عمران كلية التربية للعلوم الإنسانية/ جامعة بابل ص190
2. مقالة: الكُنية المندائيّة السومريّة “إكوما – أسوَد”