دَمروا بابل وآشور.. ورقصوا
لايوجد أي تفسير منطقي للدمار الكبير المُتعَمَد الذي أحدثته القوات الأميركية والبولندية عام 2003 عندما أصرّت بجعل المناطق الأثرية العراقية وخاصة منطقة بابل التاريخية كمُعسكرات لها, وفيه تمّ سحق تلك الآثار التي تُمثّل روائع التأريخ العالمي بالدبابات التي حطمت الأرصفة الأثرية والتماثيل الفريدة من نوعها وجعلت منها سواتر تُرابية (مصدر1).
ولكن لو عُدنا لأسباب حرب العراق التي كشفها جاك شيراك في مذكراته حينما أفشى المباحثات التي كانت تجري بينه وبين بوش الذي كان يُريد إقناعه بأن تدمير العراق ضروري لمنع خروج آجوج وماجوج الذين سوف يدمرون إسرائيل وأستخدم هذا السبب في مفاوضاته مع رؤساء آخرين وهو السبب الرئيسي الذي شنّت من أجله أميركا الحرب على العراق (مصدر2).
وفي نفس تلك الفترة التي كانت الدبابات الأميركية تُحطم وتسرق آثار بلاد الرافدين, كان الحاخامات اليهود يحتفلون بتدمير آثار بابل علناً (مصدر3), وهو ما يُبيّن حقدهم الدفين المستمر مُنذ آلاف السنين على بابل وآشور التي لم تسلَم هي الأخرى فعادوا لها بعد عشرة أعوام مستعينين بوحدات مُعرّبة دخلت مع داعش لتسرق وتُحطّم القصور والآثار الآشورية وبعد ذلك وَصَلت بعض من تلك الآثار المسروقة إلى مزادات أميركا وعندها فَضَحهم بعض الشُرفاء الأميركان الذين يعملون بتقييم المزادات (مصدر4), فما كان من الإدارة الأميركية إلا أن تُعيد بعض من تلك القطع بصورة شكلية تجنباً للإحراج من قبل الرأي العام.
وكذلك فأن السرقات المُباشرة التي قامت بها القوات الأميركية في العراق بتحميلها بشاحنات كبيرة نَهَبَت بها الكثير من آثار العراق, وقالت بأنها فقط آرشيف يهودي وسوف يقومون بترميمه في الولايات المُتحدة, فما كان من أحد الشُرفاء وهو الدكتور دوني جورج إلا أن يفضحهم في المحافل العالمية ولكن القَتَلَة كانوا سريعين بالقضاء عليه (مصدر5).
ومؤخراً فقد بدأت عملية مُغازلة للعراقيين والعالم بتصوير الحكومة الأميركية نفسها كأنها حامية للثقافة والتأريخ فتضع صورة مجسمة للملك البابلي حمورابي في قاعة المحكمة العليا الأميركية, بكونه صاحب واحدة من أقدم التشريعات في العالم.
ولكن التأريخ الذي سَجَلَ دِماء تسعون مليون هندي أحمر تمَّ قتلهم وأحتُلَّ بَلَدَهُم سوف يُسجل أيضاً هذه البربرية الأميركية (مصدر6) وغبائها بهذه الحرب التي صَرَفت عليها أكثر من ثلاثة آلاف مليار دولار وقتلوا بها مليون عراقي, ولم تكُن من أجل تحقيق أي هدف أميركي سوى إرضاء لوبي مصاصي الدماء الذين يتحكمون بالسياسة الأميركية مثل الدُمى.
سنان سامي الجادر
المصادر
1
https://www.skynewsarabia.com/varieties/144838-آثار-العراق-ضحايا-حرب
2 https://arab-newz.org/archives/23097
3 كتاب الإعلام و الحرب: العراق نموذجا ص283, الدكتور عبد الكريم العلوجي
4
https://arabic.rt.com/middle_east/941733-الولايات-المتحدة-تعيد-آثار-مهربة-العراق/
5
https://historyofassyrianscom.wordpress.com/من-قتل-دوني-جورج/
6
https://www.theguardian.com/commentisfree/2006/apr/16/thebattleforbabylon