خدعة الديمقراطيّة.. واستعباد الشعوب
لاتتوقف الماكنة الإعلامية الغربيّة عن تسويق فكرة الديمقراطيّة, وتصويرها على أنها المُخلّص الحقيقي لجميع الشعوب وأنها الحل السحري لهم. ولكن الحقيقة هي أنّ هذه العمليّة لم تعد صالحة في العصر الحديث لكي يتم بواسطتها أختيار النخبة السياسية الحاكمة. وذلك لسبب بسيط وهو أنّ رؤوس الأموال قد أتّحدت فيما بينها وقررت حكم العالم مستخدمة تقنيات حديثة توفرت في هذا العصر الذي يعتمد على التكنولوجيا. وبالتالي فلم يعد الأصلح أو الأفضل هو الذي يفوز وإنما أصبح الذي يعتمد على أموال العوائل التي امتلكت الأصول الماليّة للعالم. حيث أنهم يملكون الإعلام ويملكون الاقتصاد وقوّة شراء الأشخاص ويملكون السيطرة على المنظمات السياسيّة والأمنية وحتى المستترة بكونها دينيّة أو ثقافيّة أو تجاريّة, وجميعها تعمل لخدمة الشخص الذي يختارونه.
ولأن العاقل يفهم فلا يتوقع أحد أن تُسلّم تلك العوائل التي تريد أن تصبح آلهة على البشر مكانتها ونفوذها وحتى لو أخذوا العالم للحروب وللدمار الشامل والفناء. ولأن شعارهم نحن فقط ومن بعدنا الطوفان.
وفوق ذلك فقد أبرزت حالة عدم الاستقرار العالمي الحالية أنياب الحركات العنصريّة الغربيّة التي بدأت تُصرّح عن نفسها علانيّة فتنتقم من الأجانب وخاصّة الشرقيين. وظهور تلك الحركات تاريخيّاً كان مصاحباً لحالات عدم الاستقرار المادي والسياسي التي تعيشها الدول, فتحاول أن ترمي السبب على أشخاص مختلفين عنهم أمام المجتمع لتوجيه الغضب.
وربما الآن هو الوقت المناسب لكل مغترب بأن يبحث عن مكان آمن يحتمي فيه هو وعائلته مما هو قادم. ولمن لا يريد أن يترك مكانه في وقت الشدّة, فربما يكون التجمّع لمجموعة من العوائل أفضل من ترك كل عائلة بمفردها, وأنّ السكن في أطراف المدن البعيدة أفضل من السكن في داخل المدن. وكذلك فأن العيش في بيوت أرضيّة هو أفضل من الشقق الصغيرة. وأن تخزين الطعام وبعض الوقود وأدوات الطبخ والتدفئة الغير كهربائيّة هي أجراءات احتياطيّة مهمة.
أبعد الحيّ العظيم الأزمات وردّ مكائد تجّار الحروب عليهم.
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ