حُفظ الأمانة وكَشف الخيانة!
1* ”اختارَ السَحَرَةَ والمشعوذين ورحّلهُم إلى شيول (بوّابة الجحيم)
اختارَ الوشاة (الذين يخونون) وذوي الهَمز واللَّمز (الذين يَطعنون في أعراض الناس وينتقصون منهم بالتلميح) ورحّلهُم إلى شيول
اختارَ هؤلاء الذين غيّروا الحدود ونقلوا علامات الحدود ورحّلهُم إلى شيول
وذهبتُ إلى السجن ولم أجد فيه أي من أتباع الحَقّ, فقلتُ لكبير الأسرى :
الأشرار لن يعبروا بسبب أعمالهم
وحافظ على النشماثا حتى يجلسَ العَظيمُ للقضاء” الكنزا ربا اليسار للشيخ بهرام خفاجي ودُرّاجي ص96 (البوثة مع المُرفقات)
تتحدّث الكثير من تعاليمنا الدينيّة عن الأمانة وأدائها والالتزام بالعهود, وبمعنى أن يَحفظ المؤمن جميع الأمانات التي يَضعها الآخرون عنده سواء كانت أمانات ماديّة, أو أنها أسرار ومعلومات خاصّة أسرّوها فقط له. وتحت أي ظرف فلا يجوز أستغلال هذه الأمانات ولأنها تَدخل في نطاق الغش والسرقة والخيانة, وصاحب هذه الأفعال لن ترى عيناه عالم النور.
2* “أيُّها الأصفياءُ والكاملون , صونوا أنفُسَكم من الغِشِّ والأثمِ والزُّور , والكّذِبِ والزَّيفِ والشُّرور , واتَّقوا الدَّجَل والأِفْكَ والضَّلالة , والفِتنَةَ والقَسوةَ والجهالة , ولا تكفُروا , ولا تَقرَبوا الزِّنى. واجتَنبوا الحسَدَ والبَغضاء , والحقدَ والكُرهَ وعدَمَ الحياء” الكنزا ربا اليمين بغداد ص175
وكذلك أن يكون الإنسان صادقاً في تعامله مع الآخرين, وأن لا يكون للمؤمن وجهين وجه يمدح أمام الناس والآخر يَطعن بهم بغيابهم! ولأن هذه أيضاً خيانة, وهي شيمة الكاذبين والمُتلونين الذين يَغدرون.
3* “إذا عاهَدتُم فابسُطوا أَيْمانَكم. ولا تخونوا عهدَكم” الكنزا ربا اليمين ص19
أن وسائل التواصل تحمل اليوم أسرار ومُخاطبات مُعظم سُكان الأرض, وهي تَدخُل في نطاق الأمانات التي يضعها أي شخص لدى أشخاص آخرين. ولهذا فلا يجوز خيانة هذه الأمانات وكشفها لتحقيق فائدة أو مكسب, وحتى في حالة حصول خلاف مع أصحاب تلك الأسرار في وقت لاحق.
ولكن .. في حالة كون المُخاطبات الخاصّة كانت مع شخص مسؤول في مؤسسة وحول مواضيع عامّة, وأنّ المعلومات التي أدلى بها هذا المسؤول عبر وسائل التواصل تَمس وتَهم المجموعة التي تُديرها المؤسسة, فعندها لن تكون تلك المعلومات أمانة سريّة. وإنما هي أجوبة رسميّة من ذلك المسؤول ولهذا فيكون كَشفها واجباً, ولكي يعرفوا كيف تُدار الأعمال التي أوكلوهم بها.
وحيثُ أنَّ كُل شيء في هذه الحياة يَسير بأمر وبهدف, فلا تنمو الثِمار اعتباطاً, ولم تكُن الأنهار سراباً, وإنما هي لهدف إدامة الحياة لجميع المخلوقات. وكذلك حياة البشر فهي لن تنتهي بالموت وإلا فأين الحكمة منها. إنما هذه الحياة هي أختبار وتقويم, في سبيل أختيار النشماثا الصالحة ورفعها لعالم النور, إن كانت مُستحقّة لذلك.
ولهذا فيجب أن يتحلى المؤمن بالشجاعة لقول الحق مهما كان, وأن لا يُجامل بالباطل لأيٍ كان. فلن ينفع الإنسان إلا عمله.
4* “أيهُّا المندائيّ: إذا كنتَ قويّاً فكُنْ باهرَ الصِّدق, كالملِكِ الذي يضَعُ التاجَ على رأسِهِ ويَشهَرُ سيفَهُ في وَجهِ الشَّرّ.
فإنْ لم تكنْ بهذهِ القوَّةِ فكنْ ناصورائيّأً صادقاً مثلَ فلّاحٍ مُثمِرٍ” الكنزا ربا اليمين ص١٧١
البوثة السابقة تقول: بأن الذي لايرى في نفسه القوّة لقول الحَق, فَعليه أن لايُصفّق للباطل, ولأنّ المُصفقين للباطل هُم شُركاء معه!
5* “إخوَةُ الجَسَدِ باطلون , وإخوَةُ كشطا باقون.” الكنزا ربا اليمين ص١٧
وماتعنيه البوثة السابقة هو أنَّ الذي تأخُذه العنصريّة والعصبيّة القبليّة للأنحياز لأقربائه وأصدقائه رُغم أنهم مُخطئون, فأنه يدفع الثمن مَعهُم في الدُنيا والآخرة, فلا ينال من مغانمهم التي غنموها بالباطل في هذه الحياة, وبنفس الوقت هو يُشاركهم دفعَ الحساب عند أباثر. ولأن الأخوّة والقرابة الحقيقيّة هي مع أتباع الكشطا الذين يقولون الحق فهؤلاء هُم الصاعدون.
يجب الحَذر من الحديث على الناس بالإشاعات وبدون دليل, فأنّ أصحاب النَميمة والغَمز واللَّمز إلى النار الموقدة يذهبون.
6* “لِتَصُمْ عيوُنكم, وأفواهُكم, وأيديكم .. لا تغمِزُ ولا تَلمِز .. والباطلَ لا تسمعوه. ولا تُنصِتوا خلفَ الأبواب. ونَزِّهوا أفواهَكم عن الكَذِب. والزَّيفَ لا تَقربوه. أمسِكوا قلوبَكم عن الضَّغينةِ والحَسدِ والتَّفرقة.” الكنزا ربا اليمين ص14
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ