النَميمة والكَذب أوّل الشرور
ونحن نَستذكر البعض من تعاليمنا المُهمّة التي تخص الصيام المندائي الذي يُقَسَّم إلى صيام صغير وكبير, فسوف نتطرّق إلى موضوع مُهم وهو النَميمة والكَذِب.
لن نسترسل بالحَديث عن الصيام الصغير, الذي يَشمل الامتناع عن اللّحوم وبعض المأكولات لمدّة 36 يوماً موزّعة على مدار العام ؛ وإنما سوف نتحدّث عن الصيام الكَبير والذي هو أكثر أهميّة بكثير ولأنه يجب أن يَستمر طوال الحياة, وهو المفتاح للوصول إلى عالم النور.
ولو نعود إلى أحد النصوص الخاصّة بالصيام الكبير في كتاب الكنزا ربا فنجد هذا النَصْ الجميل
* “لكُم نَتَحدّث أيُّها المُختارون, لكُم نَتَحدّث أيُّها المؤمنون :
صوموا الصوم الكَبير الذي لا يكون من مأكل ومَشرب هذا العالم.
لتَصُم عيونكم عن الْهَمْز واللمز (النميمة والغيبة) فلا تنظروا إلى الشر, ولا تَفعلوه.
لتَصُم آذانكم عن أستراق السَمع على أبواب الغير.
لتَصُم أفواهكم عن الكَذب والتَحريف والزَيف والباطل.
لتَصُم قلوبكم عن الشر والحقد والحَسَد والتَفرقة, ومن كان حَقوداً فلن يكونَ كاملاً.
لتَصُم أيديكُم عن القَتلِ والسَرقة.
لتَصُم أجسادكم عن مُعاشرة أزواج غيركُم.
لتَصُم رُكبكُم عن السجود للشيطان والأصنام الزائفة, فلا تَثنوا رُكبكم لها.
لتَصُم أرجُلكم عن السَير في طريق المَكر والغدر, وفي طريق ليس لكُم (لا تذهبوا مع السيئين).
صوموا هذا الصوم الكبير, فلا تُفارقوه حتى تَخرجوا من أجسادكُم” الكنزا ربا اليمين (الأصليّة مع المُرفقات)
حيث يبدأ النَصْ السابق بإبراز أهميّة الصيام الكبير على صيام الطعام والشراب, ولأنَّ الصيام عن الذنوب هو لتنقية النَفس التي هي أعلى مرتبة من الجَسَد.
فتكون أوّل تعاليم هذا الصيام هي بالامتناع عن النَميمة وأخذ غيبة الناس أو التَحدّث بسوء عنهم من دون دليل.
وبعد ذلك تأتي الفقرة الثانيّة بعدم أستراق السَمع عن أمور الأشخاص الآخرين الخاصّة والتي لم يُعلنوها للآخرين, وهذه مُرتبطة بالفقرة الأولى الخاصّة بالنميمة أيضاً.
ثُمَّ تأتي الفقرة الثالثة لتؤكّد على الصِدق وعدم تَحريف الأقوال, ولأنّ الكَذب هو أوّل الشرور وأخطرها.
وبعد ذلك يتحدّث النَص عن وجوب أن يكون المندائي المؤمن ذو قلب طيب خالي من الحَسَد والحقد, وهذا الشرط هو أساسي للوصول إلى درجة الكمال الروحي.
ثُمَّ بعد ذلك يتحدّث النَص عن القَتل والسَرقة والزنا والاعتراف بالآلهة الباطلة والغَدر والخيانة, وجميع تلك الأعمال السيّئة هي مثل السير في طريق مسدود ولن تصعد بصاحبها إلى النور. أنَّ الذي يقوم بكَسر هذا الصيام وهذه الفقرات المذكورة فيه سيكون من الخاسرين في هذا العالم وفي العالم الذي يأتي بعده. فلا شفاعة للإنسان سوى عَمله الصالح وتَجَنبه لهذه الذنوب الكبيرة.
للأسف فتوجد كروبات مندائيّة وأشخاص أصبحوا يختصّون بالنَميمة والتَحدّث بسوء عن المندائيين الآخرين ومن دون دليل, وهذا بسبب أرتباطهم بالجيوش الإلكترونيّة التابعة لأفراد أو لمجموعات لهم مصالح خارجيّة أو داخليّة؛ لغرض السيطرة على الطائفة أو التَّربُّح منها. وعسى أن يتوب الحيّ العظيم عليهم قبل فوات الأوان…
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ