المُسكِّرات والمخدِّرات أعداء المانا
ليس فقط الكحول هو المُحرّم في المندائيّة وإنما كل ما يُغيّر بالتوازن العقلي والجسدي الطبيعي, ولهذا فأن كُل المُسكرات والمُخدرات هي ممنوعة على المندائيين.. ولكن
هنالك تفسيرات مندائيّة من باحثين ومن بعض رجال الدين تقول بأن شرب قليل من الكحول ودون الوصول لمرحلة السُكر لا يُعد مُحرّماً, ولأن النصوص تتحدّث عن الذين يَسكرون وهي صفة للذين يفقدون تحكّمهم وسيطرتهم على تصرفاتهم بسبب المشروب. ومع ذلك فأن شارب الكحول هو أبداً لن يعرف ولن يقبل بأن يعرف بأن التفكير المنطقي والتركيز لديه سيتناقص كثيراً عندما يتناول الكحول وكذلك قدراته النفسية الغير محسوسة سوف تضعف. وحتى لو أنه تناول كميات قليلة منه فهو سوف يعتاد على الشعور المُسكّر الذي هو الإدمان, وسوف تأتيه أوقات من الضُعف النفسي عاجلاً أم آجلاً ليتناوله بكثرة ويؤذي المانا الذي هو العقل النشيط الواعي الذي وهبه إياه الحيّ العظيم فيخرج عن الحدود ولا يلتزم بالثوابت.
وبالتأكيد يوجد أناس يُضيّعون ثرواتهم أو صحتهم أو عوائلهم ولكن معظم هؤلاء هم لا يتمنون ذلك وإنما تسوقهم الظروف والقَدر, وأمّا الإدمان على المشروب فهو مُسبب لكثير من تلك الظروف وهو يدخل ضمن أختيارات الإنسان نفسه والذي عليه أن لا يُفرّط بمركز قوّته الذي هو عقله فيُضعفه في سبيل نشوة السُكر الزائلة. وتقول نصوصنا عن الخمر بأن شاربها يوضع في قيودٍ وأقفال, وهذا تعبير عن الضُعف الذهني الذي يُصيبه فتسهل غوايته وإضلاله من قبل الشر الذي أصبح في كل شيء وبكل مكان.
وليس معنى ذلك بأن كل الذين يشربون الكحول مغضوب عليهم وكل رجال الدين المؤمنين هم سيذهبون بجوار الخالق, وإنما الإنسان بأعماله وصفاته. وهنالك بعض رجال دين لا يكفّون أذاهم عن الآخرين بجهلهم وبتطرّفهم, وهنالك رجال يشربون الكحول ولكنّهم قدّموا لدينهم ولمجتمعهم ما سيبقى ذكره طوال الأجيال القادمة بعلمهم وإنسانيتهم وعملهم الصالح.
وفي الختام فأن المندائيين المؤمنين لا يفرضون آرائهم على الآخرين وذلك ليس من حقهم, وإنما يحترمون القرارات والحريّات الشخصيّة ولكن الواجب هو بإعطاء النصيحة لمن يسأل عنها. وأنّ كُل نفس تسألُ هي عن خطاياها وذنوبها وأعمالها. غَفَرَ الحيّ العظيم للصالحين للطيّبين وللذين يهبون الزدقا ويساعدون الآخرين.
“من اضطهاد الكواكب السبعة والإثني عشر (الأبراج).
خرج منهم كل تشبيه سيء وقبيح ..
يضطهدون النشماثا الصالحة المستحقّة لعالم النور.
يوقعون الرجال الصادقين المؤمنين بالبلاء ويضطهدونهم ..
يوقعون الناصورائيين ليصبحوا غير مستحقين لعالم النور ويزيدون عليهم الظلام.
ويعثّرونهم ويبعدونهم عن النور, فتتسلّط الروها عليهم ..
السكارى الذين يشربون في الولائم وحفلات الغناء.
عليهم سوف يقع غضبٌ شديد, ويموتون موتاً ثانياً ولن ترى أعينهم النور.” الكنزا ربا اليمين
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ