الغُفران من صفات الحيّ العَظيم
“من كان قد أرتكب أثماً في صغرهِ, ثُمّ تاب ولم يُخطأ بعد ذلك وثَبَتَ على توبتهِ. فأنّ الرب سوف يَقبلها منه, فهو ملكُ النّور السامي الغفور التوّاب الرؤوف الرحيم, وهو الذي يغفر الخطايا والذنوب” الكنزا ربا اليمين
يُعد الجسد الذي يرتديه البشر أعجوبة يعرف أسرارها الكاملة الخالق العظيم وحده, ولا يزال العِلم البشري عاجزاً عن تفسير معظم خفاياه. ومع ذلك فهو ذو نواقص وعيوب وله محددات كثيرة, وأهم تلك المحددات هي تسلّط شهوات الجسد على الإنسان وخاصّة لمن كانت نشمثته أو نفسه ضعيفة بمعنى أنه لا يستطيع السيطرة على رغباته ولا يهذّبها.
ولهذا فأن الكتب والتعاليم المندائيّة تُشدد كثيراً على نقاء الجسد من الأخطاء والأدران, وتضع الحلول لكي يبقى الإنسان قويّاً بشخصيّته نقيّاً بسريرته طاهراً بجسده. وذلك عبر الإيمان الذي يغذّي عزيمته ويقوّي نشمثته فيلتزم بالحدود والتعاليم ويقدّم الثوابت والأخلاق على الملذّات والشهوات الزائلة التي هي من الطمع الذي هو أساس كل الشرور والذي أمتاز به الإنسان دوناً عن غيره من المخلوقات.
وحيث أنّ البشر لا تتم تربيتهم من قبل الملائكة, كما في قصّة يهيا يهانا الذي ربّاه الملاك أنش أثرا منذ ولادته ولغاية أن أصبح رجل دين مندائي بعمر اثنان وعشرون عاماً, فبقي نقيّاً ولم يقترف الخطايا. ولكن الغالبيّة العظمى من الناس يرتكبون المعاصي وخاصّة في فترات الشباب ومقتبل العمر, أمّا بسبب أصدقاء السوء أو بسبب خلل في تربية الأهل أو ضعف بالتواصل مع أبنائهم فيتركونهم لمواجهة الحياة بمفردهم ويبتعدون عن الحدود والثوابت.
ولكن الذي يتوب عن تلك الأخطاء والذنوب فأنه سيصبح نقيّاً, ولا يجوز للبشر أن ينكروا عليه التوبة ولأن الخالق يقبلها لمن تاب وثبت على توبته.
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ