الذِئاب الخاطِفة والأسود المُفسِدَة
* “أيُّها الكِبار المُختارون الصادقون:
إحفظوا أنفُسَكُم من الذِّئابِ الخاطفة ومن الأسودِ المُفسِدَة التي تُعثّركم وتُسقِطَكُم.
يا أيُّها الذينَ تَذهبون لأسواقِ المَعمورة (يتاجرون)
فيَنحنونَ ويَنسحقونَ فيها, في حينِ أن قلوبَهُم مقطوعة وفارغة ” الكنزا ربا اليمين
لا يوجد شك بأن السعي للرزق هو من أساسيات أستمرار الحياة للبشر, ولا يوجد خير في الكَسَل الذي هو من ألد الأعداء وهو الذي يهين صاحبه ويجعله من الفاشلين. ولكن في ظل السعي للرزق يجب على الإنسان أن لا يَنغمس فيه إلى الدرجة التي تَجعله يَنسى هَدفه الأسمى في الحياة, وهو المَعرفة والتي هي سوف تَصل بصاحبها للتعرّف على خالقه في إحدى مراحلها وبكل تأكيد. وإن لم يكن ذلك ضمن عبادة صريحة وإيمان كامل فسوف يكون بأن تَجعله شخصاً أفضل يَسعى بالخير للآخرين ولاينسى الزدقا, ويُبعد نفسه عن أن يكون عبداً للشهوات التي توصله للرذائل مثل السَرقة والزنى والكَذب والنميمة وخدمة المَرَدة والأشرار أو أن يترك الدين المندائي فقط لأجل الزواج. وتُشبهها كُتبنا المندائيّة بأنها الذئاب والأسود التي تُضلل البَشر فيتعثّرون ويسقطون في الظلام وتُختَطَف نسماتهم منهم.
* ” سيمات هيي …
أوضحتُ للترميدي وقُلتُ لهُم:
بأن الكَرمَة التي تَحمل براعم وأغصان سوف ترتفع.
والتي لا تَحمل هُنا سوف يُحكَم عليها.
الذي يبحث ويتعلم سيرتفع مُتطلعاً لموطن النور.
والذي لا يبحث ولا يتعلم سوف يسقُط في بحر النهاية العظيم” دراشا اد ملكي
الآن لو نسأل بعض المندائيين الذين قد رزقهم ربّهم وأصبحوا من المقتدرين مالياً, فما الذي يَمنعهم من أن يُساهموا في بقاء المندائيّة, وهي تُعاني من الشتات والتشرذم بسبب هذه الهجرة العشوائيّة التي أضعفتنا وأصبحت تهدد أستمرار ديننا. ولماذا لا يُبادرون على سبيل المثال إلى الاستثمار في شراء منادي وبيوت في المدن التي أقاموا فيها ويوجد فيها مندائيون آخرون, ولكي تكون مقرّاً لجميع المندائيين ولجميع الشيوخ ليلتقوا فيها فيتعارفوا ويقيموا طقوسهم ولجانهم الاجتماعية التي تساهم في حل مشاكلهم وبناء أهتماماتهم المشتركة, مع بقاء هذه العقارات بالتأكيد بأسماء أصحابها وملكيتها لهم وأن يبيعوها متى رغبوا بذلك.
وكذلك نسأل الشخصيات المُثقّفة والواعية لماذا يُبعدون أنفسهم عن الاهتمام بأمور الطائفة, ويتركون الساحة خالية وضعيفة فيعبث بها أصحاب المصالح الشخصيّة والذين لهم أرتباطات خارجيّة مع أعداء المندائيّة.
أنّ الحساب ينتظر كُل من أعطته الحياة علماً ورزقاً وهِمّة, ولكنه تقاعس عن مساعدة الآخرين بالزدقا التي يقول عنها يهيا يهانا بأنها مثل اليد للفم بمعنى أنها هي التي تُنجي صاحبها وتفتح له أبواب النور.
* “كُل إنسان يَنال بِقدر أعمال يَديه, وقال:
كُل مَن أجتهد وسعى فسيأتي ويأخُذ بيَديه الاثنتين.
والذي لا يَجتهد ولا يَسعى فسيَقف فارغاً في بيتِ الحساب.
يَبحث ولا يَجد ويَطلُب ولا يُعطى.
لأنهُ كان قَد رُزِِقَ بيديهِ ولم يُعطي.” كتاب الأدعية والصلوات النياني
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ