الذَهَب للخَير وليسَ لجهنّم
“أسمعُ صوتَ إحدى النشماثا وهي تَشكو في مَسكَن الأشرار ومن داخل الظَّلام وتقول:
الوَيلُ لي, فلم يَترُكني ذَهَبي وفِضَّتي لأعمل الأعمال الصّالحة لتذهب أمامي.
ذَهَبِي رَماني في جهنّم (گُهنم).
وفضَّتي أسكَنَتني في عُمقِ الظلام.” الكنزا ربا اليسار
قصّة هذه النشمثة هي أنها في آخرتها قد تُرِكَت لتُقاسي العذاب في عالم الشر, حيث أنها كانت تعود لأحد الأشخاص الأغنياء جداً. والذين كان حُبّهم الكبير للأموال يَمنعهم من مساعدة الآخرين بالزدقا وبعمل الخير, مثل نشر العلم ومساعدة الفقراء وفتح المنادي والمدارس الدينيّة لأهلهم المتروكين في بقاع الأرض!
وهذه القصّة تُشبه الكثير من قصص الذين تُغريهم أموالهم الكثيرة بأنهم سوف لن يحتاجوا لأحد مهما كان, ومن جانب آخر يَمنعهم إيمانهم الضعيف من التفكير بوجود عالم الثواب والعقاب بعد خروجهم من أجسادهم. وهؤلاء هُم أشقى الناس لأن الخِيار كان أمامهم ولكنهم لم يروه.
نُلاحظ من النَصْ أيضاً بأن ليدزبارسكي صاحب الترجمة لكتاب الكنزا ربا التي تمّ أعتمادها في الدول الغربيّة, هو يقوم بتحريف الكثير من المفردات المندائيّة ومنها كلمة (جهنّم) حيث أنّ الكلمة المندائيّة هي نفسها (گُهنم) ولكنه يُحرفها إلى جُهينة أينما أتت في النصوص المندائيّة, وهذا ربما لكي يُبعد الأصل المندائي لهذه الكلمة وفلسفتها التي انتقلت بعد ذلك وذُكرت في نصوص باقي الديانات.
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ