الذئاب المتربّصة لتدمير العوائل

مما لا شك فيه بأن العائلة تمثّل المكوّن الرئيسي للمجتمع. والذي هو عبارة عن اتحاد مجموعة من العوائل مع بعضها البعض. وأنّ نجاح الأفراد في عملهم وحياتهم هو غالباً يعتمد على دعم العائلة. وحيث أنّ معيشة العائلة كانت تعتمد على عمل الرجل بينما تُحافظ المرأة على تماسك العائلة وتربية الأبناء والعناية بالبيت والزوج. أي بأن المرأة هي الرباط الذي يجمع العائلة وهي التي ترفع من شأن المجتمع أو تحط من قدره, وذلك لأنها هي التي تُربي الأبناء وتُُنشأهم على أفكارها سواء أكانت صالحة أم سيئة. واستمرّت المجتمعات على هذا الوضع منذ آلاف السنين. وبرغم وجود محاولات عبر التاريخ من قبل الحركات السياسيّة الدينيّة لتهميش المرأة والتأثير على الأفكار التي يزرعونها في عقلها, وجعلها تمجّد تلك الحركات لكي يسيطروا على الأجيال (1).

ولكن في العصر الحديث برزت سياسات حكوميّة لدى الدول الغربيّة. بتفكيك نواة المجتمع التي هي العائلة وتقسيم أفرادها فرداً فرداً وتربية الأطفال مشاعاً أي بواسطة أناس غير أهلهم الأصليين. لكي تُصبح مرجعيّة كل منهم هي الدولة وليست العائلة. وهذا الموضوع يسمى من قبلهم بالإندماج, أي بأن الجميع يندمجون فيصبحون بنفس الأفكار وتسهل السيطرة عليهم. وكذلك لأن هذا الموضوع يساهم بزيادة الأيدي العاملة وزيادة الاستهلاك عبر زيادة الطلب على المساكن والمواد والغذاء وهكذا.

أنّ هذه السياسة الهدامة تتم عبر العديد من الخطط ومنها:

* دعم مؤسسات الحركات النسويّة السياسيّة, وهي التي تطعن بالرجال أعلاميّاً وتحاول أظهار مظلوميّة المرأة وبأنها سوف تكون أفضل بدون الرجل وبدون العائلة. وتضغط على الدولة لتشريع القوانين التي تساهم بتفكيك العوائل وتبث الأشاعات.

* بالنسبة للمرأة الشرقيّة العاملة في الدول الغربيّة فهي مفضّلة بكثير على الرجل الشرقي, ولهذا فتنقلب موازين العائلة وتصبح المرأة أقوى من الرجل ماديّاً. وهذا يضع الكثير من الضغط على استمراريّة العائلة الشرقيّة التي يكون الرجل هو القائد فيها.

* وكذلك عبر وضع القوانين, التي تتصيّد أية زلّة يمكن أن تمر بها العائلة؛ لكي يقوموا بتحريض المرأة وإقامة الشكوى على الرجل أو بالعكس. وحتى لو كان ذلك من دون دليل. وبنفس الوقت فيعطون المكافآت الماليّة مقابل الانفصال بحجّة الدعم النفسي.

من كل ما سبق, أصبحنا نتأسف كثيراً ونحن نستمع لمشاكل الطلاقات الكثيرة التي أخذت تعصف بالمجتمعات الشرقيّة. والتي وصلت لها تلك الخطط الخبيثة, عبر وسائل التواصل وعبر المسلسلات التي تبرمج عقلية المشاهد من دون أن يعرف ذلك (2).

أنّ المشكلة الكبرى هي في العوائل التي تفككّت في دول الغرب. فأصبح التشهير وحتّى الكذب بين الزوج والزوجة المنفصلين هو السمة البارزة, ولأن هنالك مؤسسات للدولة تريد أن تصطاد في الماء العكر وتنتظر بلاغاً لكي تقوم بعملها وتدق الإسفين بينهما.

وتقول نصوصنا المندائيّة بأن لا ينفصل أحدكم عن الآخر, إلا إذا كان هناك سبب كبير مثل الغدر أو الخيانة. فيا أبنائنا وبناتنا نقول لكم بأنّ الرباط العائلي هو مقدّس فلا تستسهلوا كسره. ولا تغدروا بشركائكم ولا تخونوهم, وثبّتوا أعينكم على أغراسكم.

“خذوا المحبّة الصادقة من الزوجة الصالحة، ولاتتركوا بعضكم البعض حتى تنتهي أعماركم.

أنّ كل من يترك زوجته، التي ليس فيها النقص والخيانة والكَذب ويذهب للشهوات والغرام في هذا العالم فسوف يُدان.

وإذا أصبح لكم أبناء وبنات، فعلّموهم الحكمة الحقّة وخذوهم لدرب الكشطا” الكنزا ربا

أمّا الأزواج والزوجات المنفصلين والذين لا يحفظون الوقار والاحترام مثل المندائيين المؤمنين الصالحين, ويبدأون بطعن أحدهم الآخر عبر الكَذب أمام السلطات, وعبر التشهير أمام الناس وفضح الأسرار العائليّة التي هي أمانة. فهؤلاء قد حكموا على أنفسهم بالآخرة إن كانوا يؤمنون. وإن لم يكونوا مؤمنين, فقد جعلوا من أنفسهم مادّة للشامتين وليعلموا بأن الناس يجعلون الطليق والطليقة سواء. فمن يطعن بطليقته فقد طعن بنفسه ومن تطعن بطليقها فقد طعنت نفسها, وتركت غصّة بأطفالها متى كبروا غطوا وجوههم منها. وفي الختام فهذا المنشور ليس مخصصاً ضد أحد معين, وإنما هو تحذير من الذئاب المتربّصة ومَن لهُ آذانٌ فليسمَعْ.

* “أيُّها الأصفياءُ والكاملون , صونوا أنفُسَكم من الغِشِّ والأثمِ والزُّور , والكّذِبِ والزَّيفِ والشُّرور , واتَّقوا الدَّجَل والأِفْكَ والضَّلالة , والفِتنَةَ والقَسوةَ والجهالة , ولا تكفُروا , ولا تَقرَبوا الزِّنى. واجتَنبوا الحسَدَ والبَغضاء , والحقدَ والكُرهَ وعدَمَ الحياء” الكنزا ربا اليمين بغداد ص175

الترميذا سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ

1. مقالة: الكائن اللّطيف مُحرّك الثورات!

2. مقالة: دراما الشيطان وقنوات mbc

من mandaean