نقد وتحليل// كتاب فرنسي تعريفي عن الصابئة المندائيين

أصدرت كلير ليفورت (Claire Lefort) كتاباً تعريفيّاً عن الصابئة المندائيين بعنوان: الصابئة المندائيون أول المعمدانيين وآخر الغنوصيين
(Les Sabéens-Mandéens: first Baptists, last Gnostics)
والكاتبة هي طالبة دراسات عُليا فرنسيّة في الجغرافيا السياسيّة والعلوم الإجتماعيّة, وكتابها من الحجم الصغير.

وحيث أنه من الصعوبة تقييم المعلومات الواردة في الكتاب بسبب كونه باللّغة الفرنسيّة, ولكن من متابعة التقييمات المنشورة حوله يمكن بصورة عامة الإشارة لكونه يحمل جوانب إيجابيّة. بسبب عَرضه لمشكلة الشَتات المندائي في دول المَهجر وإمكانيّة ذوبان المندائيين في هذه الدول وفقدان الثقافة والطقوس التي يحملونها مُنذ آلاف السنين.

وطبعاً لايخرج الكتاب عن نطاق تعريفات المستشرقين ذوي التوجه اليهومسيحي، حيث يكون كتاب العهد القديم لهم بمثابة النصوص الثابتة والتي يتم قياس جميع الفلسفات الأخرى عليها.
فتقول الكاتبة عن الديانة المندائيّة بكونها طائفة غنوصيّة، مع إشارات ضمنيّة بأنها مُنشقّة عن اليهوديّة أو المسيحيّة، حيث تَذكر بأن التعاليم المندائيّة تتفق فقط مع بعض ماجاء في كتاب العهد القديم، وبنفس الوقت فهم يحرّمون الخِتان ويَرفضون التعاليم الأخرى الخاصّة باليهوديّة.
وقد قامت الكاتبة بمحاولات اللقاء مع المندائيين في الأردن وفرنسا والسويد.

رُبما آن الآوان أن نبدأ بترجمة وتوفير بحوث مندائيّة تعريفيّة باللغات الغربيّة، وأن نستثمر هذه المُحاولات الفرديّة للباحثين الغربيين، بعرض مشكلتنا بهذا الشَتات، ولكي نُبلور فكرة جمع الطائفة في بلد واحد.

وقد يبدو الموضوع صعباً في هذا الوقت ولكن مع تشكيل مجموعة من القيادات المندائيّة المعروفة من خارج الطائفة، ومع السعي الجاد وتكرار المحاولات فسوف يأتي الأمل، وخاصّة بأن سُمعة المندائيين الطيبة تَسبقهم، فهم المسالمون المتعلمون والمخلصون بعملهم، وكذلك فأن ديننا ليس تبشيري ولانشكّل خطراً على الآخرين.

سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ

من mandaean