“يَجلسُ في الشمالِ العُلوي, الشديدُ البهيُ الماجدُ” الكنزا ربا اليمين (صورة رقم 1)

يتوجه المندائيون نحو الشمال أثناء أدائهم الصلاة, وذلك لأنهم يعتقدون بكون عالم الأنوار يقع هناك, وهذا التقديس للشمال كان يشترك به البابليون معهم (مصدر1). وكذلك فأنَّ المندائيين يتجهون للشمال إذا أرادوا أن يقوموا بالتأمل والتصوف الموجود بكثرة داخل الكتب الدينية المندائية, وحتى أنهم ينامون ورأسهم نحو الجنوب بحيث إذا قاموا كانوا مواجهين للشمال.

* “علَّمْهم الصَّلاهَ يقيمونَها مُسبِّحين لملكِ النُّورِ السّامي ثلاثَ مرّاتٍ في النَّهارِ, ومرَّتين في الليل” الكنزا ربا اليمين ص10 (صورة رقم 2)

* “نوقعه في الخطيئة لكي ينسى الصلاة اللّيليَّة, نوقعه في مكائدنا السيئة لكيلا يرتقي لبيت العُظماء” دراشا اد ملكي (صورة رقم 3)

* “لن يكبُر عَلي قلقكُم, ولن يُبطلني من صلاتي اللّيليّة” دراشا اد ملكي (صورة رقم 3)

* “لم أنسَ صلاتي اللَّيليّة ولم أنسَ يردنا السَّني ولم أنسَ صباغتي ولم أنسَ رسمي المُبارك ولم أنس يوم الأحد ولم أنقطع عنه ولم أنسَ شَلمَي وندبَي” دراشا اد ملكي (صورة رقم 4)

* لاتُصلّون في الليالي المُظلمة عندما يكون وقت الصلاة محجوباً, إن الذين يؤدون الصلاة في غير أوقاتها يُحجزون عند بوابة الحياة لحين أن تُفتح باب أباثُر عندها تصعد الصلاة والتسابيح لمكانها” الكنزا ربا اليمين (صورة رقم 5)

ولمّا كانت الصلاة والتسابيح الليلية موجودة ومفروضة في الكتب الدينية المندائية بقوّة, فكان لزاماً على المندائيين مُنذُ القِدَم معرفة وقت الصلاة وإتجاه الشمال ليلاً ونهاراً, ويتم ذلك عبر مشاهدة موقع القمر أو النجم القطبي ليلاً (ويسمى نجم الشمال), بينما كانت الشمس تُرشدهم للشرق ومنه يهتدون للشمال نهاراً, (90 درجة عكس عقرب الساعة), وكذلك طريقة حساب الوقت من تحرّك الظل حسب موقع الشمس, أو حساب الفرق بين الشروق والغروب (مصدر2)

في الليل يكون المجال المغناطيسي للأرض في الجهة البعيدة عن الشمس, ولهذا فهو يكون خفيفاً وغير مضغوط مما يجعل دخول وخروج الإشارات ذات التردد العالي أكثر سهولة, كما وأنَّ الكرة الأرضية تواجه مجموعات نجمية مُختلفة في الليل عن النهار (مصدر3), وهذا الأمر يوضح أهمية الصلاة ليلاً كما هي مُهمّة نهاراً.

هُنالك شمال جغرافي وهو الشمال الحقيقي والذي يُمثل شمال الكرة الأرضية, ويوجد شمال مغناطيسي وهو الذي تُشير إليه البوصلة, وينتج من حركة القلب الحديدي المُنصَهر للأرض, وتنتج هذه الحركة مجالاً مغناطيسياً يُحيط بالأرض, وهو الدرع الذي يحمينا من الإشعاعات الكونية والرياح الشمسية الضارّة, ولا تستطيع الحياة أن تستمر في الأرض بدون وجود هذا الدرع على المدى الطويل (مصدر4&5)

إن المجال المغناطيسي للأرض يتغير مع الزمن وهو لا ينطبق على المجال الجغرافي, ويختلف حسب موقع الدولة من خطوط العرض والطول (مصدر6).

يجب علينا أن نتجه إلى الشمال الجغرافي عند الصلاة وهو الذي يُسمّى بالشمال الحقيقي, ولكي نستدل عليه بدقّة يجب ألا نعتمد فقط على البوصلة أو أجهزة الموبايل لأنها تُشير إلى الشمال المغناطيسي وليس الجُغرافي أو الحقيقي, وإنما يجب معرفة زاوية الإنحراف بين المجال المغناطيسي والحقيقي, أو معرفته من الخرائط ومن شروق الشمس أو غروبها ومن النجوم والقمر (مصدر7).

سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ

المصادر

1

كتاب الصابئة المندائيون, دراور ص48

2

https://www.ts3a.com/%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA/

3

https://mandaean.home.blog/2019/05/13/الإحساس-بالإلهام-الإلهي/

4

5

6

https://sites.google.com/site/rateb21091975/storys/ghhdfg

7

http://toroq.tripod.com/jehat.htm