سجود الملائكة والتوحيد المندائي

تتسابق الديانات المُسيطرة فيما بينها لتُبين بأن فلسفتها هي الوحيدة الصحيحة, وكل ما عداها فهو طريق باطل وبأن الآخرين هم أعداء الإله. ولهذا فقد كانت الحروب الدينيّة هي السِمة الأبرز للحكومات الدينيّة ولا يزال الحال هكذا منذ ألفي عام ولغاية اليوم.

ولكن توجد ديانات مُسالمة وهي لم تُحارب مطلقاً ولأنها تحرّم القتل وسفك الدماء, وبنفس الوقت فأن فلسفتها غير تبشيريّة ولهذا فلا تُشكل خطراً على الديانات الكبيرة. ومع ذلك فنجد طعون مختلفة وكثيرة تصدر عن مؤسساتهم الدينيّة التي تمتلك الجامعات والمراكز البحثيّة العالميّة.

ومن ضمن تلك الطعون ما يقول بأن المندائيين يَعبدون الملائكة, وهذا الموضوع هو غير صحيح طبعاً فنجد في النصوص المندائيّة بأن الملائكة هي لا تختلف عن البشر في إيمانها وطاعتها وعبادتها لربّها, وأنها تقوم بالصلاة والتسبيح تماماً مثل البشر.

“ملائكةُ الضِّياءِ تُسبِّحُ لملكِ النُّور بالضِّياءِ الَّذي وَهَبَهُ إيّاهُم

ملائكةُ الضِّياءِ تُسبِّحُ لملكِ النُّور بأرديَةِ النُّور التي وهَبَها إيّأهُم.

ملائكةُ الضِّياءِ تُسبِّحُ لملكِ النُّور بأحزِمَةِ الضِّياءِ التي وَهَبها إيّاهُم ….” الكنزا ربا اليمين, طبعة بغداد ص٤

وهذه الفلسفة المندائيّة عن الملائكة, هي نفسها كانت لدى ديانات بلاد الرافدين فكانوا يتصورون مملكة السماء التي تسكنها الملائكة أو الآلهة على غرار ممالك الأرض.

وفي هذا النص يتحدّث الملاك هيبل زيوا بأنه بعد أن أكمل أحدى مهامه, بأن وضع الحدود لعوالم الظلام فحقّق السلام لعوالم النور. وبعد ذلك بقي ساجداً طوال ألف عام أمام ربّ العَظَمَة يَنهل خلالها من معرفته وحكمته.

” هيبل زيوا يتحدّث:

وحققت السلام بكل عوالم النور التي لا حدّ ولا نهاية لها.

وبعد أن تحدّثت بكل تلك الأسرار والأخبار

سبّحت وسجدتُ وعظّمت ربّ العَظَمَة

وأخذت من حكمته ومعرفته ومما كشفت لي الحياة

وبعد ذلك بقيتُ خاشعاً برأسي لألف سنة أمام ربّ العَظَمَة” الكنزا ربا

أنّ الملاك هيبل زيوا هو ملاك الضياء وهو الرسول الطاهر -شليها دخيا لأنه هو الذي أعطى المعرفة لآدم الرسول الأول (1) الذي أخذ منه تعاليم وطقوس الدين المندائي, وكذلك هو يُسمى جبرائيل وهي تسمية تعني رجل الإله أو رسول الله.

الشواليا سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ

آدم الرجُل الأوّل.. الناصورائي

من mandaean