لقد أصبحت الطاقة الإنتاجية للمصانع المختلفة كبيرة وغير مسبوقة تأريخياً, ولأسباب عديدة وفّرتها تقنية عصر تكنولوجيا المعلومات الذي نعيش إزدهاره. ومن ثم تقوم هذه المصانع بإشاعة ثقافة الإستهلاك بين الناس لغرض تسويق بضاعتها الجديدة للناس, حتى وإن كانت السلع القديمة لاتزال جيدة وتؤدي الغرض منها.

المهم الآن هو التَيقُظ من وسائل التسويق المُغرية والقروض التي تصاحبها عادةً, والتي تتراكم نهاية الشهر وتسبب ضغط مادّي ونفسي على الشخص وعلى أُسرته وتكون السبب لكثير من المشاكل وأَن يصبح الشخص عَبداً لوظيفته ليس لكي يتطور ويُرفّه عن نفسه وعن عائلته وإنما لكي يسدد هذه الفواتير المُتراكمة والتي تزداد قيمتها بزيادة الفوائد.
ربما تكون عملية أخذ القروض لغرض شراء عقار هو إستثمار جيد, حيث إن أسعار العقارات تزداد غالباً بسبب التضخم المالي. على شرط أن يكون القرض من أحد البنوك الرئيسية والتي تخضع لسلطة البنك المركزي في تلك الدولة, وأن لاتُشكل أقساط القرض ضغطاً كبيراً على صاحبه.
وبنفس الوقت فيكون الإستثمار في شراء سيارة أو جهاز معين أو أثاث أو أي خدمات مثل السفر والحفلات هو إستثمار غير قابل للإسترداد (خاسر), ولهذا فيمثل القرض عندها ثقل مادي.

منذُ القِدم وكان الناس يُعانون من القروض وكيفية تسديدها لاحقاً ومن تضخم القروض بسبب الفائدة المتغيرة والمتراكمة والتي لايحسبون حِسابها, ويفقدون بسببها بيوتهم وماشيتهم وأحياناً أحد أفراد أسرتهم, ولهذا فقد حرّمَ دينُنا المندائي القروض التي تزداد وتفوق قُدرة صاحبها على سدادها وهي التي تسمى بالربا (أي تربو وتزداد وتتثاقل)

“ابنائي , احذروا , لاتتعاطوا الربا , وفوائدَ الربا , فأن فعلتم هذا فستقيمون في جبلِ الظلام.” دراشا اد يهيا ص146
وجبل الظلام هنا هو الهَمْ الذي يجعل الدنيا تُظلِم في عين صاحبه.

أبعدنا وأياكم الحي العظيم عن كل الهموم والقروض والأحزان.

سنان الجادر