بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الأول)

مما لاشك فيه أنّ المندائيين هُم من أقدم سُكّان بلاد الرافدين, وذلك أعتماداً على جُملة من الشواهد والأدلّة التي لايُمكن بأي حال من الأحوال أهمالها, وفي أستعراض سريع لبعض منها فأننا نستنتج بأن أي حديث من قبل بعض المستشرقين عن أصول غربيّة للمندائيين, هو أمر غير صحيح ويأتي بسبب ضغوط سياسيّة وليس بحثيّة.

وفيما يلي بعض النقاط الرئيسيّة عن تلك الشواهد والأدلّة:

  1. وجود اللُّقى الأثريّة السومريّة التي تتطابق مع مامكتوب وموصوف في الكتب المندائيّة (شاهد الصورة المرفقة) وهي لختم سومري تاريخه 3000 ق.م ويبين رحلة بالقارب نحو المعبد, لاحظ تشابه سفن الأهوار
    -المشحوف- والمجاديف الخاصة بها والأعلام (الدرابشا) مع السفينة المندائيّة المُتخيّلة من ديوان أباثر, وهي تنقل نشماثا الصالحين الكاملين إلى بيت أباثر بعد خروجهم من أجسادهم, وطبعاً فأن المندائيين لايُعطون تفاصيل لتلك الرسوم التوضيحيّة ولكي لايجري تقديسها.
    أنّ هذا النوع من السفن موجودة فقط في بيئة الأهوار, وتوجد الكثير من هذه الآثار التي تتشابه مع الفلسفة المندائيّة, ولكنها مخفيّة في دهاليز المتاحف وخزائن المنظمات الدينيّة اليهو-مسيحيّة ولأنهم يخفون كل مالا يتفق مع رواياتهم الدينيّة, ولكن بين الحين والآخر تخرج قطعة للعامّة.
  2. التطابق مع العبادات والطقوس المائيّة السومريّة والبابليّة في بلاد الرافدين (مصدر1)
  3. وجود الدلائل الجغرافيّة الرافدينيّة في الكتب المندائيّة بكثرة مثل نهر الفرات المقدّس ومدينة بابل والأهوار وبيئتها الفريدة وزوارقها وقصبها والأشجار الرافدينيّة (مصدر2).
  4. اللُّغة المندائيّة وهي العربيّة القديمة ذات الجذور الأكديّة, والنقيّة من المصطلحات الغربيّة الدخيلة من خارج بلاد الرافدين (مصدر3).
  5. التشابه في فلسفة نزول الملوكيّة أو التعاليم الإلهيّة من السماء على الملك السومري إيلولم, مع قصّة نزولها على آدم المندائي (مصدر4).
  6. وجود المندائيين في بلاد الرافدين عن سواها من البلدان, و توارث العادات والثقافة الرافدينيّة والتراث والتسميات. وكذلك وجود آثار آركيولوجيّة تعود لهم, وبرغم أن التنقيب لم يحظى بالأهميّة في العراق لغاية الآن, ولكن في مدينة شوشتر في إيران توجد معابد قديمة وموثّقة للمندائيين منذ عهد مملكة ميسان في القرن الثاني ق.م (مصدر5).
  7. يوجد ذكر في مصادر المؤرخين القديمة في بدايات الميلاد حول وجود الناصورائيين في بابل, ومنهم تعلّم فيثاغورس مبادئ الفلسفة الدينيّة, ونَشرها هو وتلامذته من بعده في اليونان وباقي العالم (مصدر6).

سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ

المصادر
1 مقالة: أصول الناصورائية المندائية”: العرفانية في وادي الرافدين, خزعل الماجدي

2. مقالة: قُرب بابل كانت أورشلام, سنان سامي الجادر

3. مقالة: اللُّغة المندائيّـــة ..العربيّـــة القديمة, سنان سامي الجادر

4. مقالة: آدم الرجُل الأوّل.. الناصورائي, سنان سامي الجادر

5. فيلم وثائقي يوتيوب, الآثار المندائية في مدينة تستر (شوشتر)

6. مقالة: فيثاغورس ومُعلمه الناصورائي الساحر, سنان سامي الجادر

من mandaean