الماء الحيّ باكورة الخليقة

هذا البحث مُكمل للبحث السابق (تعريف اليردنا فقهياً وعلمياً). وفيه قُلنا بأن الماء الحيّ كان قد أختلط مع الماء الأرضي وجرى في اليردنا والذي هو النهر الجاري. وأنّ أولويّة الصباغة للمندائيين أن تكون في الأنهار والبُحيرات إن أستطاعوا لذلك سبيلا.

وأنّ أقدس الأنهار لدى المندائيين هو نهر الفُرات الذي نشأت على ضفافه أقدم الحضارات الرافدينيّة. ولذلك فهو كان مُقدّساً لدى جميع تلك الحضارات, والتي يُمثّل المندائيون بدينهم وطقوسهم أستمراراً لها.

حسب النصوص المندائيّة فأن الماء الحيّ كان أول أنماط الحياة التي خلقها الحيّ العظيم.

* “هو أوَّلُ ماخَلَق. من مكانِهِ انبَثَق. ومنهُ سُحِبَ وفي اليَردِني تدَفَّق” الكنزا ربا اليمين طبعة بغداد ص273

وبعد ذلك فأنّ الحيوات المُتلاحقة جرت بإرادة الحيّ العظيم وبواسطة الماء الحيّ.

* ”من يردنا العظيم بدأتْ الحياة” الكنزا ربا اليمين طبعة بغداد ص42

ولكن لو يسأل أحدهم ماهو سبب أهميّة الماء الحيّ ولماذا يتم استخدامه للطقوس المندائيّة؟

فنجد البوثة التالية, وهي تُبيّن أهميّة الماء الحيّ للمندائيين:

* “أنتَ أيُّها الماءُ الحيّ: أذهب للخَرِبة (العالم الأرضي)

نادِ بصوتِ الحيّ.

وأجعل في البيت الأُلفة.

كُن مُعيناً للنشماثا التي اضطهدوها بسبب أسم المُعين.

سوفَ يَصطَبغون بكَ الصِباغةَ الحيّة.

وسوف يرشمونَ بكَ الوَسمَ الطاهر.

وتُخلّصهم من الآلام والأمراض التي تأتي من الشبياهي (الكواكب).” الكنزا ربا اليمين

وهذا أنّ الماء الحيّ هو الرابط الذي أتى من عالم النور, ولهذا فلا تكون هِداية وكشطا ولوفا بدون الصباغة فيه.

* “كلُّ من اعترفَ باسمِ مندادهيّي, ولم يصطَبغْ باليردنا, ولاوُسِم باسمِ الحيّ, يقفُ بعيداً عن الكشطا. ويعملُ بعيداً عن الصَّلاح.” الكنزا ربا اليمين طبعة بغداد ص252

سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ

المصادر

من mandaean