“وبندائي الثالثِ نَهَضت الأشجار (٦٠) وسبَحَ السَّمَكُ وحَلَّقَت الأطيار(٦١) وانطلَقَت الحيواناتُ في الغاباتِ والقفار” كنزا ربا اليمين ص293
“ومنحَهُ الرََبَُ اسماً حَيَاً بهِ تكلَّمْ. وبعمامتِهِ الطاهرةِ لَفَّ السِّرَّ الأعظَمْ.. بأطرافِها لَمْلمَه.. وإلى بثاهيل سَلَّمَه.” كنزا ربا اليمين ص73
هذه النصْوص المُقدّسّة حول خلق الحيوان وتميّز الإنسان بالعقل والنشمثا عنه، كما ويُبين بأن الحي العظيم غَضَبَ على بثاهيل لأنه نادى سبعة أصوات, أي أنَّ بثاهيل قد خلق مخلوقات الظلام والروهة وهو لم يؤمر بذلك “ثمَّ ناديتُ نداءً سادسا.. فانطلقَتْ مخلوقاتُ الظلام(٦٤) ونداءً سابعاً نادَيت.. وقفَت بهِ الرُّوهَةُ وأبناؤها السَّبعةُ على أبوابِ البَيت.” الكنزا ربا اليمين ص293, بدل الثلاثة أصوات التي طَلَبَ منه أبوه أباثر أن يُناديها “نادِ بثلاثةِ أصوات: (١٢) بالصَّوتِ الأوَّلِ تتكثَّفُ الأرضُ وتَنبسطُ السَّماء. (١٣) بالصَّوتِ الثاني يَترقرَقُ الماء. وبالصَّوتِ الثالثِ تنهضُ الأشجار، وتطيرُ الأطيار، وتَسبحُ الأسماكُ في البحار ..وتَمتلئُ الأرضُ بالحَيوان، من جميعِ الألوان.” الكنزا ربا اليمين ص290.

وعندها نجد بأن الحيوانات لاتمتلك القُدرة على مُجابهة مخلوقات الظلام لعدم تميزها بالعقل والنشمثا، ولهذا فيمتنع المتهيمن عن لمسها عند أداء الطقوس المُقدّسَة وفي الأماكن والأيام المُقدّسة، ولكي لاتدخُل إليهِ قوى الشّر عن طريقها.
أما الدين المندائي فهو دين التقرب من الطبيعة ومن مخلوقاتها حتى أننا في صلاتنا اليومية ندعو للملاك سمندرئيل (زهرة الكرم أو روح النبات)*، ومن يُريد لنفسه أن يشعُر بالراحة النفسية والإطمئنان فعليه التنزّه بالطبيعة ومُخالطة الحيوانات والطيور يومياً، لأنها على عفويتها التي خُلقت بها وهي تكون مصدر للإلهام وللشعور بالسعادة، وخاصة الحيوانات الذكيّة مثل الكِلاب والخيول وبعض الطيور، على أن تُبعَد كُليّاً عند أداء الطقوس وفي الأماكن المُقدّسَة.

*كتاب الصابئة المندائيون لدراور ص231