الطائفة تقطع تأريخها!

هذا فيلم وثائقي من الأستاذ أحمد صالح الحسناوي الميساني الشهم, وهو يزور بقايا مندي الطائفة في قرية اللطلاطة في قلعة صالح, ويُبدي إحترامه لقبر الشيخ يحيى الشيخ زهرون رواه نهويلي الشاهد الوحيد الباقي هُناك.

أنّ قضاء قلعة صالح هو أحد أماكن سَكن المندائيين القدامى، ولقد كان مندي الطائفة في قرية اللطلاطة في قلعة صالح, هو الذي صوّرته الباحثة دراور وقامت بتوثيق الطقوس المندائية التي جَرت فيه (مصدر1)، وهو مكان مُهم جداً للتأريخ المندائي العريق في جنوب العراق، ولكن للأسف فقد قامت الطائفة ببيع هذا المكان التأريخي والتفريط به قبل عدة سنوات.

ولا نعرف السبب الحقيقي والذي دعا إلى ذلك, والعُذر الذي أُعطي هو أنهم يُريدون أن يُرمموا مندي ميسان بتلك النقود! ولكن هل حاولت القيادات المندائيّة صاحبة القرار بجمع التبرعات قبل التفريط في تأريخنا؟ وهل قامت بمحاولة أخذ الدعم من الأوقاف؟ وهل تمّ الإعلان عن النيّة بالبيع لعامة المندائيين قبل ذلك؟ وطبعاً الجواب هو كلا, ولأنهم ببساطة غير مؤهلين لتقييم التأريخ المندائي ومعرفة قيمته الحقيقيّة ولهذا فلا يعني المكان شيئاً لهم. أنَّ الذي لا يعرف الصَقر يشويه.

المؤلم في هذه النكسة هو أنهم باعوا حتى قبر الشيخ الجليل يحيى الشيخ زهرون, والذي كان قد تَرَكَ لنا الكُتب المندائيّة بخط يده الجميل (مصدر2) فعُذراً منك ياشيخنا فأن الأخلاف لايرقون للأسلاف.
وفي نفس الفيلم نُشاهد مقبرة الصابئة في قلعة صالح وقد تَحوّلت إلى أنقاض وتهدّمت قبورها, بسبب عدم وجود سياج ولا مُتابعة, وحالها أسوأ من حال مقبرة أبو غريب.

وهُنالك حادثة متداولة (ولم نتحقق منها) وهي أنَ المسؤول السابق للطائفة في الأوقاف, كان قد أعاد قسماً من المبالغ الماليّة المرصودة من الدولة لصيانة أوقاف الطائفة بحجّة عدم وجود حاجة لها, ولكي يُعطونه نسبة مئويّة منها كمُكافئة!

والآن نسأل سؤال مَن الذي سَمَحَ لكُم يا قيادات الطائفة أصحاب القرار, بأن تبيعوا أملاك أجدادنا والتي ليس لكُم فضل فيها؟ ونرجو أن تُعددوا لنا أي منادي وأي أملاك للطائفة قد قُمتم ببنائها أو شرائها أو حصلتم عليها بجهودكم مُنذ أربعين عاماً ولغاية الآن؟

سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ

المصادر
1. مقالة: تعريف اليردنا فقهياً وعلمياً, سنان سامي الجادر
2. كتاب سيدرا اد نشماثا للشيخ يحيى الشيخ زهرون

من mandaean