الشُهداء المندائيون للنورِ صاعِدون
أنّ أفضل تكريم للشخص المتوفي هو بذكر طيب أعماله وطلَب الرحمة له، ولمّا كانت هذه العمليّة مُهمّة في الفلسفة المندائيّة، ولهذا فيوجد طقس خاص يُعنى بها وهو اللوفاني أو الوجبة الطقسيّة ودُعاء الرحمة لنشماثا المتوفي ولأهله وذويه.
وفي حين تُقام طقوس المسقثا لمساعدة نشماثا الأشخاص الذين يموتون موتاً غير طبيعياً في عروجها إلى عالم النور، فأنّ الذي يموت مقتولاً بيد المُعتدين وهو ثابت في إيمانه ولايُغيره تحت الضغط فأن نشماثته سوف تصعد إلى عالم النور، وهذا هو أصل مبدأ الشهادة ولأنهم قُتلوا وهُم يشَهِدون للحيّ العظيم الواحد الأحد ولم يقبلوا بغيره ربّاً وإلاهاً.
“إذا عذّبكُم وضيّق عليكُم وقَتَلَ منكُم فلا تخافوا، فحين يقتُلُ أجسادكُم فأنّ نشماثاتكُم ستكونُ في أرضِ النور، فلا ترتعبوا ولاتذعروا ولاتهلعوا.” الكنزا ربا اليمين, الأصليّة مع المُرفقات.
وهذا ماتُخبرنا به البوثة السابقة من الكنزا ربا اليمين وهي تتحدّث عن فترة بدايات إنتشار المسيحيّة في بلاد الرافدين، وكيف أنّ الرومان الساعين إلى توحيد جميع الأقوام والشعوب والقبائل في إمبراطوريتهم الكبيرة بدين واحد وهو الدين المسيحي، ولهذا فكانوا يقتلون جميع من لايتحولون إلى المسيحيّة (مصدر١). وكان المندائيون الموحّدون والمُسالمون هُم من أوائل الضحايا لهذه الإمبراطوريّة العسكريّة العنيفة التي تلبّست بالمفاهيم الدينيّة لإستغلالها سياسياً، ولغاية الآن وصل نفس المبدأ إلى المسيحيّة الصهيونيّة والتي سيطرت على إميركا وعلى كثير من دول الغَرب والعالم، وما كان إحتلال العراق إلا نتيجة تلك الأجندة السياسيّة المتخفيّة بنبوءات العهد القديم (مصدر٢).
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ
المصادر
١. مقالة: الأستعمال السياسي للأديان التبشيريّة، سنان سامي الجادر
٢. مقالة: دَمروا بابل وآشور.. ورقصوا، سنان سامي الجادر