الآثار المندائيّة في الطِيب
فيلم آخر من أبن العراق البار الأستاذ أحمد صالح نعمة, وهو يدعو قناة العراقيّة لزيارة الآثار المندائيّة في مدينة الطِيب التي كانت تُسمى بطيب ماثا (التسجيل الكامل في الرابط1). وحيث يروي كيف أن تلك المنطقة الأثريّة كانت مكاناً لعبث شركات مقالع الحصى التي تخرّب الآثار وتنهب المنطقة, وبعد ذهاب تلك الشركات لنضوب الحصى تمّ الكشف عن مداخل الأنفاق وممرات المنطقة الأثريّة المنحوتة داخل الجبال لكيلومترات عديدة.
وللأسف الشديد فأن تلك المنطقة الأثريّة لم تأخذ أي أهتمام من دائرة الآثار العراقيّة التي لم تعترف بها لغاية الآن! وربما لديها ضعف بالإمكانيّات والكوادر وبكفاءاتهم. وخاصّة أنها تَقع بالقرب من حقول النفط التي تحرص شركاتها على أبعاد الأنظار عن تدميرهم للبيئة وللآثار. ولكن نقول لهم بأن النفط بقيت له عقود قليلة لكي ينضب وينتهي, فاهتمّوا بالآثار التي يسافر من أجلها الملايين حول العالم لكي يشاهدونها وأنّ السياحة أهم من النفط فهي لا تنتهي بل وتزيد قيمتها. ولا تنظروا لتلك الآثار على إنها تخص الصابئة المندائيين وحدهم فتعتقدون بأنها غير مهمّة لكم حسب تقسيم العراق الطائفي الحديث, ولكن لتعرفوا بأن جميع حضارات بلاد الرافدين كانوا على دين الصابئة (2), وهو تاريخكم الذين تنتمون إليه.
أنّ مدينة ميسان الغنيّة بالثروات وبأرضها البِكر لم تأخذ حقها ولم يستفد أهلها من الثروة النفطية الكبيرة في أرضهم, ولكنهم دفعوا الثمن غالياً من التلوّث للماء والتربة والهواء الذي تقوم به تلك الصناعة المُدمّرة. وسيبقى التلوّث الكبير من الصناعة النفطيّة لآلاف السنين بعد ذهاب تلك الشركات. وأمّا السياحة فهي سوف تعني توفير فرص العمل للأهالي وبيعهم لمنتجاتهم وخدماتهم للسائحين القادمين من أقاصي البلدان, وهي على العكس من الصناعة النفطيّة فهي تعتني بالبيئة وتُحافظ عليها.
لقد برع المندائيون القدامى في النحت داخل الجبال لنقل المياه التي يجرون بها طقوسهم ويروون بها زرعهم, كما نرى في الآثار المندائيّة المتبقيّة في مدينة شوشتر الرافدينيّة التي احتلتها إيران بعد أن قتلت الشيخ خزعل وأنهت إمارته في القرن العشرين (3).
نحن كمندائيين يتوجب علينا تنبيه الدوائر الحكوميّة في العراق حول أهميّة الحفاظ على الآثار المندائيّة التي تُمثّل أقدم مجموعة عرقيّة رافدينيّة من بقايا حضارات بلاد الرافدين السحيقة.
ونُعطي فُرصة للمندائيين الذين أخذوا المناصب للدفاع عن مصالح العراق أولاً والمندائيين ثانياً, بأن يلفتوا الأنظار إلى أهميّة الآثار المندائيّة في العراق والحفاظ عليها وخاصّة بأن علاقاتهم جيدة جداً مع الحكومات ومع السياسيين باختلاف توجهاتهم وليس لهم عذر بالتقاعس عن هذا العمل. وأنّ آباء المندائيين الأوائل ينظرون إليهم.
سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ
1. التسجيل الكامل للبرنامج حول مدينة الطيب
2. مقالة. الآشوريون الأوائل كانوا صابئة
3. الآثار المندائيّة في شوشتر